النصر حليف اليقين
جائت هذه الآية بعد الأمر بالتأمل في مناظرة إبراهيم عليه السلام مع النمرود و التأمل في قصة الذي مات مئة عام ثم أحياه
﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (260) البقرة
يتوعك الإنسان أحيانا بأمور تشتت ذهنه وتقلب أفكاره
فيتساءل ويقول أنا أحق بالشك من إبراهيم عليه السلام
والحقيقة أن سؤال إبراهيم عليه السلام لم يكن عن شك ولكنه كان عن رغبة شديدة في التنعم بالتأمل بعظمة الله عز وجل ولهذا قال (قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ) ومن المتعارف عليه أن الإنسان يشعر بالسعادة والتنعم عند حدوث الطمأنينة
وكما قال ابن كثير (أحب أن يترقى من علم اليقين بذلك إلى عين اليقين وأن يرى ذلك مشاهدة
فليست المسألة شك وحاشا لإبراهيم عليه السلام فهو إمام الحنفية الخالصة لله عز وجل
ولكنها مسألة حب وشغف للتأمل بقدرة الإله عز وجل وطلباً لزيادة الإيمان بالقادر سبحانه
إنها القلوب حينما تمتزج بالإيمان فيختلط بها ويطلب المزيد للتنعم بذلك اليقين
هكذا يكون الإيمان عندما يعظم في قلب المؤمن يشغل التفكير باله
و لربما تعرض أحدنا لبعض الوساوس وإنما هو دليل على إيمان القلوب
سأل رجل رسول الله فقال يا رسول الله إني أحدث نفسي بشيء من أمر الرب عز و جل لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أتكلم به قال : ذلك محض الإيمان ) إسناده حسن
وجاء العلاج في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ( يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ مَنْ خَلَقَ كَذَا وَكَذَا حَتَّى يَقُولَ لَهُ
مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ فَإِذَا بَلَغَ ذَلِكَ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ )متفق عليه ، وفي رواية : فَلْيَقُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ) رواه أحمد،
وصححه الألباني
وفي حديث آخر (يأتي الشيطان أحدكم فيقول : من خلق كذا ؟ من خلق كذا ؟ حتى يقول : من خلق ربك ؟ فإذا بلغه ،
فقولوا : { الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد } ، ثم ليتفل عن يساره ثلاثا ، ويستعذ بالله من الشيطان ) صحيح الترغيب والترهيب
ولنتأمل قوله تعالى في نهاية الآيات (وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) فلقد جاءت مناسبة لمعنى اليقين بعظمة الله عز وجل
يقول ابن كثير في تفسيرها : أي عزيز لا يغلبه شيء ولا يمتنع منه شيء وما شاء كان بلا ممانع لأنه القاهر لكل شيء
حكيم في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره
وليتنا نتأمل بذلك فننصر دين الله لينصرنا! فلا ناصر لنا إلا هو العزيز سبحانه كما نصر إبراهيم عليه السلام على أعدائه
والنصر يكون على النفس وعلى الشياطين وعلى الأعداء بل إن نصر الله عز وجل يكون في معضلة أو مشكلة يتعرض لها الإنسان فيرى النصر يشرق نهاره بين عينيه بعد أن أسود الظلم في وجهه .. ولا يعرف كيف انتصر ولكنها قدرة الله سبحانه
فالعودة إلى دين الله عز وجل هو أقصر الطرق للنصر بإذن الله !!
جوهرة المطوع
أستاذتي كم هو المرء بحاجة ليعيد قراءة ما تم نثره من درر عبر سطور مضت , وكم هو بحاجة ليعيد التأمل والقراءة كرةة بعد كرة ..
عسى أن نمنح الفقه والتدبر .. فإن كثرة الطرق مؤذنة بفتح الباب .. والرب كريم سبحانه ..
بورك فيك وفي ما خط من سطورك ..
رااائع هو اليقين , جنة رحبة في الصدر ..
(( اللهم لا تخرجنا من الدنيا إلا وقد تمرغت صدورنا وعقولنا وجوارحنا وعشنا الإيمان بك يا ربنا بيقين ))..
جزاك الله خير ونفع بك .. أختك في الله / ينابيع ..
اللهم فقهنا لنفقه وأنر بصائرنا يا عليم !!
ما أروع اليقين !! (( اللهم إنا نسألك من واسع فضلك ))
الله ينور عليك ويكتب لك الثواب
جزاكـــــــــــــ الله خير الجزاء
احسنت وكلام صحيح مئه بالمئه