صناعة الحياة

أسرار خلف الأسوار

أسرار خلف الأسوار

عندما يتجاوز الإنسان أسوار الحياة فإنه سيعلم

أن أسرارها أجمل من ذاتها و ذلك عندما يفهم تلك

الأسرار كما أراد الله منه أن يفهمها ،

فتلك الأسرار هي من تُصيّر حياتنا سعادة

أبدية تمتد إلى الحياة البرزخية ،

و من أهم تلك الأسرار صناعة الحياة

صناعة الحياة أن تصنع حياتك و حياة الآخرين من حولك و حياة الآخرين من بعدك ، و أن تبتسم لتسعدهم و أن تعمل لتنفعهم و أن تُقدم لكي يتقدموا و أن تخطط لكي يصلوا ، و أن يكون اليوم أجمل من الأمس و الغد أنفع من اليوم ، و أن يكون لك في كل ساعة طاعة و في كل طاعة طاقة لتبذل الندى و تدفع الأذى ، و أن تخرج من دائرة ذاتك لتنفع ذوات الآخرين ؛ فإنك بخدمتك لفرد تخدم أسرة و بخدمتك لأسرة تخدم مجتمع و بخدمتك لمجتمع تخدم أمة و بخدمتك للأمة تصنع الحياة من حولك

إن تاريخ الحياة دستور مبجل لا يُخَط فيه إلا من كان صانعاً للحياة ؛ فصناعة الحياة هي من تجعل للمرء موقعاً و قيمة و ذلك نظير بنائه و عطائه و ارتقائه بالحياة و بنفسه ليعلو في مصاف من خلّد التاريخ أسمائهم رسماً و رمزاً و من على شأن الأمة بوجودهم و مِن بعدهم ، أولئك هم صناع الحياة ، أما أصفار الشمال و ما أدراك ما أصفار الشمال و إلى ماذا يصيرون ؟ إن أصفار الشمال الذين لا أرضاً قطعوا و لا ظهراً أبقوا سيظلون في شمالهم حتى تمحو الأيام رسمهم و يختفون دون أن يعلم أحد بهذا الاختفاء ، غير أن التاريخ سيشكر لهم اختفائهم و سيعتبره حفاوة و تكريم للأمة بعد أن قلت أعداد أصفار الشمال التي تكتض بها المجتمعات ، تلك الأصفار التي أبت إلا السير في الاتجاه المعاكس لتفقد قيمتها في هذه الحياة

أدرك نفسك يا هذا ، لتكون صانعاً للحياة مكتشفاً لأسرارها و متجاوزاً لأسوارها ؛ فأنت أهل لذلك و قادر عليه بما حباك الله به من نعم و مواهب و قدرات ؛ فالحياة تستحق أن تقدم لها العطاء كائناً ما كان ، و قبل أن تقدمه لها فأنت تقدمه لنفسك و لمن حولك فلا تحقرن من المعروف شيئاً و بادر قبل أن تغادر

المدربة نورة عبد الرحمن

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
د/منور(منيرة العبدالعزيز)

فعلا بادر قبل ان تغادر ماأجمل ذللك

عبدالله

يعطيك العافية اختي على المقال
رائع ان تكتشف نفسك وتفيد مجتمعك وتصنع الحياة التي تريدها

بارك الله جهودكم جميعا وللاخت نورة عبدالرحمن فعلا من الافضل ان الانسان يقدم الطيب يساعد يمد يد العون للمسلمين ومايكون حبيس افكاره فربما ابدى بفكره نفع بها امه ذكرتيني غزيزتي بقدوتي ومعلمي الاول في الحياه والدي اطال الله بعمره