صناعة الحياة

طريق النجاح

طريق النجاح

________

من منا لا يريد أن تتيسر أموره في هذه الحياة ؟ّ! …

ومن لا يتمنى ذلك ؟! فكل نفس ٍ تتوق إلى تحقيق

غاياتها ،وكل فرد ٍ يطمع في بلوغ المجد والفوز

بالنجاح في أقرب وقت ، وبأقل جهد ٍ ممكن ..

لكن نيل المطالب والوصول إلى المجد لا يكون بالتمني فقط ، فالمجد لا يقدم على طبق من ذهب وألماس للكسالى والإتكاليين ، وطريق النجاح ليس مفروشا ً بالورود والرياحين ، بل أن كل طريق من طرقه وكل مسلك من مسالكه مليء بالعقبات التي تختلف في كمها وكيفيتها ، ومدى صعوبتها والتغلب عليها :

وما نيل المطالب بالتمني       ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً
فينبغي على كل فرد أن يحاول جاهدا ً التغلب على كل المعوقات ، ويجتاز جميع الحواجز التي قد تعترض طريقه ..
فمن أراد أن يحقق النجاح ، وينال المجد كما ناله أسلافنا عليه أن يصعد سلم الكفاح خطوة خطوة بكل جد ٍ وثبات ، وبكل عزيمة ٍ وإصرار .
والناس في طريقة صعودهم هذا السلم أصناف ، فمن استطاع أن يصل إلى أعلاه دون أن يتعثر فأولئك طريقهم إلى القمة سهل ميسر ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ، فهم يمتلكون كافة المقومات التي تساعدهم على الصعود ، والتي من أهمها توفيق الله سبحانه وتعالى ، وتجدر الإشارة هنا أنني أعني العصاميين والجادين ، الذين وصلوا بجهودهم الخاصة غير مسنودين أو مدعومين ..
أما النوع الثاني ، فهم الذين استطاعوا الوصول بعد اجتيازهم العديد من العقبات ، وتعرضهم للكثير من العثرات ، فهؤلاء ممن أخفقوا لكنهم نجحوا أخيرا ً عندما استفادوا من أخطائهم وحولوها إلى دروس وخطط للنجاح ؛ فهؤلاء هم موضع إعجاب ، وقدوة حسنة لغيرهم .
أما الذين وقفوا مكتوفي الأيدي طويلا ً عند بداية السلم ، ولم يبذلوا أي جهد ٍ يذكر ، ولم يتعلموا من أخطائهم ، ولم يتأملوا في سير من سبقهم ، فهذا الصنف من الناس هم الفاشلون حقا ً ، لأن الفشل ذاته لا يعد عيبا ً ، لكن العيب فيمن لم يحاول ولم يعمل ..
وهنا علينا أن نعمل جاهدين للوصول إلى ضفة النهر ، والحصول على رغباتنا ، وتحقيق أهدافنا المأمولة ، التي يجب أن يكون رضى الله ، ثم مصالح الأمة في مقدمتها ، وأن نحاول قدر الإمكان أن نكون من النوع الأول من المكافحين ، وإن شاءت الأقدار غير ذلك ، فلنكن من الثاني ، أما النوع الثالث فلنتعاون جميعا ً على إلغائه من الوجود ..

***

بقلم / مباركة الزبيدي

صحافية سعودية ومدربة معتمدة

5 تعليقات

  • د/منور

    نعم الطريق ليس ممهدبل العقبات فيها الواحده تلو الاخر ولكن مع ذلك صامدون ,وفي الطريق سائرون والى القمة صعدون باذن الله

  • بصمة أمل

    السلام عليكم
    كيف حالك أ.مباركة
    أثلجت صدري حروف قلمك وخطت بداخلي خطوط الامل والسعادة،، سلمت يداك على ما نثرت من لآلئ ودرر على هذه الصفحة.جزاك الله خيرا.

اترك رداً على بصمة أمل إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *