صناعة الحياة

لو نطقت الأدمغة لقالت افهموني

الدماغ تلك الكتلة الصغيرة في حجمها و العجيبة في أمرها و التي يجوب بها الإنسان أرجاء المكان دون الاستفادة منها إلا بالقدر اليسير

و لو اقتصرنا البيان على الذاكرة كوظيفة من الوظائف الكثيرة للدماغ لكفى بها واعظاً و خير دليل

 فبحسب الدراسات و التجارب فقد صرح فيما مضى البروفيسر روزنزويج طبيب النفس و الأعصاب من كاليفورنيا

بأنه  ” إذا ما قمنا بإدخال عشر معلومات جديدة كل ثانية في مخ أي إنسان طبيعي طوال الحياة بأكملها فسيتم ملئ أقل من نصفه فقط “

و هذا يؤكد أن سعة استيعاب المخ كبيرة جداً أي أن حجم الذاكرة كبير بل إنه من الأحجام اللا محدودة

و كذلك فإن قدرة المخ على استعادة ما تم تخزينه فيه هي قدرة تفوق كل التوقعات و التصورات أي أن مشاكل الذاكرة ليست لها علاقة بسعة المخ

و لكنها ترجع إلى إدارة تلك السعة و ترتيب المعلومات في داخلها

كترتيب الملفات في المكاتب أو على أجهزة الحاسب

فكل كلمة أو صورة أو إحساس كما أن كل شيء يقوم به الإنسان خلال اليوم و طوال حياته هو نتاج عمل الذاكرة

فالذاكرة مخزون هائل من الإرتباطات التي يمكن استدعاؤها

إذا ما تم تنبيهها بطريقة صحيحة فإذا أمكن إيجاد المنبه المناسب فسيصبح في مقدور الإنسان الغوص في أعماق السعة التخزينية الغير محدودة

و ينتقي منها ما يريد تذكره و لا يكون ذلك إلا بتقوية الذاكرة

لأن الذاكرة المتمثلة في المخيلة تعمل و كأنها عضلة و تحتاج إلى التمرين

لأنها قد تضعف بمرور العمر إذا لم يتم استخدامها

كما أنها ستظل تتحسن إذا تم استخدامها و إثرائها بالتدريبات الذهنية

بالإضافة إلى كثرة الإطلاع في شتى أنواع العلوم و المعارف

و إعمال المخ في كل ما من شأنه استثمار تلك الطاقة الهائلة في الدماغ

و التي ورد ذكر الإعجاز العلمي لها في القرآن الكريم في آيات بينات

كان الربط فيها بين الذاكرة و المخ واضحاً و جلياً كمثل قوله تعالى ﴿إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ﴾

و ما تحمله تلك الآيات من دلائل عجيبة تنبئ عن قوة عجيبة و خارقة في هذا الدماغ لذا فإن الأدمغة لو نطقت لقالت افهموني .

المدربة نورة عبد الرحمن

2 تعليقات

  • فيصل الغامدي

    انار الله دربك يانوره على ما خطته يداك.

    يكفي ان الدماغ لا يحتاج الى بطاريات شحن ولا الى قوة كهرباء تمده باسترجاع البيانات …

    نعمه عظيمه ليتنا نستخدمها في الصالح العام لأمتنا ومجتمعنا..

    شكراً نوره فقد استمتعت بما قرأت شكراً لك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *