أوراق إجتماعية

عندما يجرح الزجاج

في خضم المعارك بين من يطالب بحقوق المرأة وبين من يريد حمايتها

وبين أولياء أمرها من مؤيد ومعارض أثيرت قضايا كثيرة و مناظرات

بين ذاك وذاك وكتبت المقالات وطولبت التدخلات ووضعت حجج وبراهين

ليؤيد بها كلٌ رأيه

ولهذا لن أطيل البحث هنا في الأراء لأني أرغب أن نسمعه جميعاً من صاحبة الشأن و صاحبة القرار في هذا الأمر .. فقد سمعنا آرائكم

ولكننا نريد حقا أن نسمع رأيها هي

ولا يعتقد أحدكم أني أقصد تلك الفتاة التي نالت حريتها وخرجت لتعلن للعالم أنها ستقهر القوانين والأنظمة فليس لدي وقت في أن أسطر حروفي لنقدها أو تشجيعها في مغامرتها الجديدة

ولكننا هنا نريد أن نسمع تلك المرأة التي تورطت في مشروع الزوج المستهتر المهمل

اتصلت أم عبدالله من بلد خليجي شقيق تبحث عن حل سريع وعاجل يعيد حريتها المسلوبة وحقها في أنوثتها المسروقة

– تقول أخرج كما أريد وأعود متى أريد لدي سيارة أملكها بإسمي مثلي مثل أي امرأة في بلادي وكانت حياتي نوعا ما مستقرة مع زوجي فأنا استيقظ منذ الصباح الباكر لأجهز إفطاري وإفطار زوجي ثم أنطلق بعدها لعملي ولكني بعد عشر سنوات اكتشفت أنني امرأة بإسم فقط و أُطُالَبُ بحِمل الرجال على كاهلي فنفقة البيت أدفع نصفها أو أغلبها والأولاد هم مسئوليتي أذهب بهم لمدارسهم واتخاصم يوميا مع المدير لأستأذن للعودة بهم من مدارسهم وبعد العصر أقوم بقضاء حاجاتهم بين مكتبة ومستشفى .. الخ , فأجد نفسي مشتتة بين مسئولية الجميع بين من هم صغار في المنزل وبين من هم كبار لاتنتهي حوائجهم وبين مسئوليات المنزل والعمل ومشاكل الخادمة .. الخ , وأهلي كثيراً مايلومونني لقلة زياراتي فأين الوقت الذي يسمح لي بذلك

–  أين زوجك من هذا كله ؟

– قالت لو كان ميتاً لدعوت له لكنه حياً لانراه فمن عمله إلى النوم حتى المساء ثم يستيقظ ليتجه إلى ديوانيته مع رفقاءه و لا أقول إلا الله المستعان فأمواله تصرف على سفرياته وأصدقاءه حتى أصبح أباً بإسم فقط بل يكاد الإسم يتبرأ منه

عامت بي زوبعة أفكاري والمرأة تتحدث عن حال زوجها .. وحالها معه ومع أبنائها

لقد وجدت المرأة تتسابق للحرية ولكنها كانت على أحد جرفين هاريـين فإما امرأة صالحة حافظ لنفسها فكانت لزاماً أن تتحمل مسئولياتها ومسئوليات بيتها كاملة دون رحمة لأنها امرأة يثق بها زوجها أو حتى من يدعي ولايتها

وإما امرأة اختارت طريق الخطأ فكانت بضاعة مزجاة لمثل تلك الصور المسيئة لنفسها ومجتمعها فمن سيراقبها ! ..

أين اسْتِشعار المرأة بكينونة الرجل وحمايته لها وشجاعته وشهامته

ثم تسائلت مرة أخرى أين حقوق المرأة التي يطالبون بها هل هم فعلا قامو بحمايتها ؟

إذاً لماذا لم ينادو بحق مثل هذه المرأة

أين هم ؟ لقد كانو يطالبون بحقها قبل خمسين عاماً

أين هم الآن ؟ وأين حق أم عبدالله ؟

إني متأكدة أنها ليست قصة أم عبدالله لوحدها ؟ بل هي قصة عشرات ومئات الأخوات المنكوبات

إننا معاشر النساء في كل مكان لنا حقوق ومطالبات وقضايا لاتنتهي

فمن عنف أسري وخيانات زوجية ومطالبة المرأة بالمشاركة في النفقة مع تحميلها كامل مسئولياتها المنزلية وانخراطها في الأعمال الشاقة لتوفير لقمة الحلال واغتصاب و فقر مقدع وأرامل وأمهات لأيتام ربما بلا مأوى أو مسكن أو نفقة

أين المطالبة بحقوقهن !؟

أم أن المشاكل كلها قد انحلت ولم يبقى لنا سوى حرية المرأة الشابة !؟

ولنكن أكثر وضوحاً وصراحة مع بعضنا يادعاة حقوقنا

هل هو حق للمرأة أم أنه متنفس لكم وخديعة ثعلب ماكر لمخططات سياسية ودينية بعيدة ؟

آلاف النساء عادت لبيتها في شتى أنحاء العالم بعد أن تورطت بتجاربكم النتنة .. ليست المسلمات فقط بل حتى من غير المسلمات وهاهي الدور والمنظمات الاجتماعية في أمريكا تدعو وتشجع لإنتاج أفلام عائلية لتعود الأسرة كما كانت وترصد الإحصائات في نتاج الأسر الشرعية ويصيح مثقفوها وعقلائها بعودة الأسرة

والسياسة التعليمية تمنع الإختلاط في تعليمها

فهل ياترى سنكون نحن حقل الفئران الجديد لتجاربكم الخربة ! ام أنكم مللتم من تجربته هناك ورغبتم بتجربته هنا ؟

سؤال أترك إجابته لكل من ترغب بذلك ورضيت بأن تكون صاحبة التجربة هي أو ابنتها من الجيل القادم !

حفظنا الله ونساءنا وبناتنا من كل مكروه 

جوهرة المطوع

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
Notify of
guest
3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
روابي الأمل

أختي الجوهره بارك الله فيك..

المشكلة أعمق من مسألة قيادة ولأني لا اود الخوض في تفاصيل سأختصر كل شئ لأقول :

بأن كل من تصدر للدفاع عن المرأه من كلا الطرفين هم أنفسهم من جعلوها تخرج لتطالب بحقوقها بالطريقة الخاطئة متحديه الأنظمه والقوانين .

كلهم تحدثوا بلسانها دون أن يستمعوا لها ويصغون لمشاكلها العميقة قبل أن تطفو على السطح لتتمحور جميعها في مسألة قيادة.

والسلام عليكم

ام عبدالرحمن

هذا حال كل من رضت انها تاخذ دور الرجال وياويلنا لو رضينا بالسيارة بتزيد المشاكل على المشاكل 

سومة123

هذه المشكلة موجودة في المجتمع العربي عامة والمجتمع السعودي خاصة قبل القيادة وبرأي مع عمل المرأة ووجود دخل مادي لها فشاركت هي والرجل بوجود هذا الوضع بحجة المساهمة في المصاريف ثم مقابل خروجها من المنزل وأن البيت أولى بوقتها رغم أن معظم ربات البيوت ينمن مدة ذهاب المرأة العاملة لعملها ووجود خادمة لديها وربما اثنتين والحل هو تحمل كل من الرجل والمرأة مسؤوليته ودوره وعندما تقود المرأة سستتضاعف المسؤولية والتوتر