كؤوس الحب
ليس من طريق وسط إلا طريق الحب و الحنان ، فالحب أساس في كل شيء في هذه الحياة حتى في الدعوة إلى الله عز و جل ، و قبل أن نتحدث عن كأس الحب الذي هو موجود في دواخلنا جميعاً لابد أن نتحدث عن الأركان الرئيسية للتربية و التي على المربي أن يتعرف عليها ؛ فالآباء و المربين هم أحرص الناس على الأخذ بأيدي الأبناء إلى بر الأمان .
فوجب عليهم و علينا أن نتفهم تلك الأركان الخمسة و هي : ( الحب – فهم التصرفات – الثقة المتبادلة – الصبر – الدعاء ) ففهم هذه الجوانب يريح من عناء كبير و يحقق أهدافاً جليلة .
و من أهم تلك الأركان هو ركن الحب ، فكثير من الحوادث المؤلمة كانت نتيجة أخيرة لإهمال النواحي العاطفية إذ تنقطع حبال المحبة الخالصة و الولاء بين الأبناء و بين آباءهم ، فتنفتح أسماع الابن لأي كلمة حب من الخارج و يلتفت بروحه و قلبه إليها و ذلك ليملئ كأس الحب الموجود في داخله و الذي خُلق ليكون دائم الإمتلاء ، و كلما نقص منسوب الحب في هذا الكأس فإنه سيمتلئ تلقائياً حيث تشكل العاطفة مساحة واسعة في النفس البشرية .
إن إحساس المرء بحب و قبول من يحيطون به و يتعاملون معه حيث يعيش معهم بالحب و الأمان و يجد من يفهمه و يعاونه و يأخذ بيده و يقدم له الكثير من التضحيات في سبيل اسعاده عند ذلك يشعر المرء بأنه شخص مرغوب فيه و أن هناك روابط قوية تربطه بمن حوله و هذا أمر ضروري و هام للنمو النفسي و الفكري السليم لكل إنسان مهما علا شأنه أو طال عمره فكيف بالأبناء خصوصاً الأطفال منهم و المراهقين ؟
لذا على كل إنسان أن يملئ كؤوس الحب من حوله ، يجب عليه أن يحب من حوله بلا شروط و أن يخبرهم بحبه لهم جميعاً و أن يتقبل الفروق الفردية بينهم و لا يطلب منهم أن يكونوا مثل ما يحب هو بل مثل ما هم يريدون ، كما أن عليه أن يثبت لهم حبه بالعمل و يهتم بهم اهتماماً صادقاً و لا يكتفي بحبه لهم داخل قلبه بل يغمرهم بالحب و يحيطهم بالعاطفة الجياشة مهما كانت مشاغله و لا يحرمهم من قربه منهم بل يشعرهم بالأمن و الأمان و أنهم موضع اهتمامه و حمايته و أنه معهم و لهم و يستمع جيداً إلى همومهم و اهتماماتهم و يتحدث معهم بكل كلمات الحب لأنه يعلم أن كؤوس الحب إن لم يملئها هو فهناك من قد يملئها بطريقة خاطئة .
المدربة نورة عبد الرحمن
