تربويات من 1 شهر الى 3 سنوات,  صناعة الحياة

النظرة المنسية

النظرة المنسية

جميلة هي النظرة الطفولية ، تلك النظرة المنسية ؛

فالطفل حين ينظر إلى الأشياء يراها مشرقة

و حين ينظر إلى الأحداث يراها ممتعة ،

حجمه الصغير ممتلئ بالإيجابية ؛

حتى أنها لتشع من عينيه الصغيرتين لتسحر العقول ،

و تأسر القلوب

بل إنه حين تعانق عيناك عينيه التي تتلألأ فرحاً و مرحاً و أملاً و استبشاراً

فإنه يجبرك على الابتسامة و يملئ قلبك بالسعادة و ينسيك الهموم و الأحزان ؛

فليتنا نرى ما يراه الأطفال ، إنهم حينما ينظرون إلى السماء فإنهم يرون أسراب الطيور الرائعة بينما لا نرى نحن فيها سوى أشعة الشمس الحارقة ،

و حينما ينظرون إلى الصحراء الخالية فإنهم يرون كثبانها الذهبية

بينما نراها نحن قاحلة بلا هوية ،

و حينما ينظرون إلى البشر فإن تلك النظرة لا تأبه بالأجساد بل تخترقها إلى القلوب و الأرواح فتراها قلوباً طاهرة و أرواحاً زكية ، و حينما ننظر نحن إلى البشر فإن الأشكال و الألوان هي أقصى ما يصل إليه نظرنا ؛ فنتخذها معياراً لاصدار الأحكام على كل من حولنا و ننتظر الأيام لتفاجئنا بعكس ما حكمنا به لنعود فنعتذر و نتندم .

إن مما ينقصنا في هذه الحياة هو تلك النظرة الإيجابية التي يفتقدها بعضنا ، و بفقدهم لها يفتقدون السعادة الحقيقية ، فالتفاؤل الذي هو أصدق تعبير عن النظرة الإيجابية هو أقصر الطرق للوصول إلى تلك السعادة التي افترق الناس في شأنها إلى ثلاثة فرق ، فمنهم من يرى الطريق إلى السعادة سهل و ميسور حيث يتحتم عليه فقط تغيير طريقة تفكيره و النظر بتفاؤل إلى كل من حوله و بذلك تنبع السعادة من داخله و هذا هو أصح الآراء و الأقوال ، أما البعض الآخر هو من بحث عن سعادة الدنيا بنظرة خاطئة فرحل عنها دون أن يفلح في الوصول إليها ، و البعض الأخير لا يزال يبحث عن تلك السعادة في الأشياء من حوله و في كل مره يعتقد أنه وجدها تتبدد تلك السعادة ليعلم أنها ليست إلا سعادة زائفة ، فهو إما أن يحبط و ييأس من أن يشعر بالسعادة فيموت في حياته قبل مماته ، أو أنه يعاود الكرة بعد المرة بحثاً عن السعادة لعله يعثر بها ، و في جميع تلك الأحوال تعتمد النتيجة على نظرة الإنسان لكل ما حوله ؛ فالنظرة الطفولية هي منبع السعادة التي تشد لها الرحال بحثاً عنها فإن لم تكن تلك النظرة في أعيننا فلا نسلبها من أعين الأطفال بما ننقله إليهم من معتقدات و أفكار .

المدربة نورة عبد الرحمن

4 تعليقات

  • د/منور

    سعادة الفرد في يده فلم تبدد ولم نتعب انفسنا والسعادة بيدينا ,ما اجمل الطفولة واجمل ايامها وليليها ويراتها وصفاء نفسها وطاهرة قلبها ياليتها تعود .

  • بصمة أمل

    شكرا جزيلا لك استاذتنا على الطرح المفيد والقيم
    ولابد للانسان ان يكون متفائلا في جميع الاحوال.

  • عبد الحميد

    جدا رائع وصريح هذا المقال!
    كم اعجبتني كلماته المنبعثة من القلب

    ( الحياة هي نظرة ايجابيه )

  • همة سماوية

    صدقت أختي الكريمة … كم ننسى تلك النظرة النقية الجميلة.. نحتاج في يومنا إلى الجلوس مع الأطفال لنستعيد تلك النظرة وللنعش النفس أكثر بأجمل المشاعر … وللنظرة الإيجابية للحياة أثر بالغ ومنها الرضا بما قسمه الله لنا وشكر النعم الكثيرة التي أنعمها علينا .. قال تعالى ( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) فلنشكر الله ولنحمده على نعمه وسنرى كيف تتغير نظرتنا للحياة بنظرة إيجابية مليئة بالتفاؤل والأمل..
    شكراً لك ولطرحك الجميل القيم لاحرمك الرحيم اجره وأسعدكِ في الدارين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *