النظرة المنسية
جميلة هي النظرة الطفولية ، تلك النظرة المنسية ؛
فالطفل حين ينظر إلى الأشياء يراها مشرقة
و حين ينظر إلى الأحداث يراها ممتعة ،
حجمه الصغير ممتلئ بالإيجابية ؛
حتى أنها لتشع من عينيه الصغيرتين لتسحر العقول ،
و تأسر القلوب
بل إنه حين تعانق عيناك عينيه التي تتلألأ فرحاً و مرحاً و أملاً و استبشاراً
فإنه يجبرك على الابتسامة و يملئ قلبك بالسعادة و ينسيك الهموم و الأحزان ؛
فليتنا نرى ما يراه الأطفال ، إنهم حينما ينظرون إلى السماء فإنهم يرون أسراب الطيور الرائعة بينما لا نرى نحن فيها سوى أشعة الشمس الحارقة ،
و حينما ينظرون إلى الصحراء الخالية فإنهم يرون كثبانها الذهبية
بينما نراها نحن قاحلة بلا هوية ،
و حينما ينظرون إلى البشر فإن تلك النظرة لا تأبه بالأجساد بل تخترقها إلى القلوب و الأرواح فتراها قلوباً طاهرة و أرواحاً زكية ، و حينما ننظر نحن إلى البشر فإن الأشكال و الألوان هي أقصى ما يصل إليه نظرنا ؛ فنتخذها معياراً لاصدار الأحكام على كل من حولنا و ننتظر الأيام لتفاجئنا بعكس ما حكمنا به لنعود فنعتذر و نتندم .
إن مما ينقصنا في هذه الحياة هو تلك النظرة الإيجابية التي يفتقدها بعضنا ، و بفقدهم لها يفتقدون السعادة الحقيقية ، فالتفاؤل الذي هو أصدق تعبير عن النظرة الإيجابية هو أقصر الطرق للوصول إلى تلك السعادة التي افترق الناس في شأنها إلى ثلاثة فرق ، فمنهم من يرى الطريق إلى السعادة سهل و ميسور حيث يتحتم عليه فقط تغيير طريقة تفكيره و النظر بتفاؤل إلى كل من حوله و بذلك تنبع السعادة من داخله و هذا هو أصح الآراء و الأقوال ، أما البعض الآخر هو من بحث عن سعادة الدنيا بنظرة خاطئة فرحل عنها دون أن يفلح في الوصول إليها ، و البعض الأخير لا يزال يبحث عن تلك السعادة في الأشياء من حوله و في كل مره يعتقد أنه وجدها تتبدد تلك السعادة ليعلم أنها ليست إلا سعادة زائفة ، فهو إما أن يحبط و ييأس من أن يشعر بالسعادة فيموت في حياته قبل مماته ، أو أنه يعاود الكرة بعد المرة بحثاً عن السعادة لعله يعثر بها ، و في جميع تلك الأحوال تعتمد النتيجة على نظرة الإنسان لكل ما حوله ؛ فالنظرة الطفولية هي منبع السعادة التي تشد لها الرحال بحثاً عنها فإن لم تكن تلك النظرة في أعيننا فلا نسلبها من أعين الأطفال بما ننقله إليهم من معتقدات و أفكار .
المدربة نورة عبد الرحمن
سعادة الفرد في يده فلم تبدد ولم نتعب انفسنا والسعادة بيدينا ,ما اجمل الطفولة واجمل ايامها وليليها ويراتها وصفاء نفسها وطاهرة قلبها ياليتها تعود .
شكرا جزيلا لك استاذتنا على الطرح المفيد والقيم
ولابد للانسان ان يكون متفائلا في جميع الاحوال.
جدا رائع وصريح هذا المقال!
كم اعجبتني كلماته المنبعثة من القلب
( الحياة هي نظرة ايجابيه )
صدقت أختي الكريمة … كم ننسى تلك النظرة النقية الجميلة.. نحتاج في يومنا إلى الجلوس مع الأطفال لنستعيد تلك النظرة وللنعش النفس أكثر بأجمل المشاعر … وللنظرة الإيجابية للحياة أثر بالغ ومنها الرضا بما قسمه الله لنا وشكر النعم الكثيرة التي أنعمها علينا .. قال تعالى ( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) فلنشكر الله ولنحمده على نعمه وسنرى كيف تتغير نظرتنا للحياة بنظرة إيجابية مليئة بالتفاؤل والأمل..
شكراً لك ولطرحك الجميل القيم لاحرمك الرحيم اجره وأسعدكِ في الدارين